Loading...


تتقدم أسرة شبكة زوي العربية 4zouiبأحر التهانى و المعايدة على كل أعضاء المنتدى و كل زوار زوي و مشتركيهابمناسبة عيد الفطر المبارك

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
****   الرياء  *** Icon_minitime 2015-01-11, 7:29 pm من طرف Anonymousكتب: شكــرا لكم:
شكرا لكم موقع اكثر من رائع
: تابع القراءة



**** الرياء ***
® สβĐ40₩ ®
® สβĐ40₩ ®
كن على إتصال
http://www.4zoui.com
 
تاريخ التسجيل : 27/05/2009
عدد المساهمات : 963
العمر : 32
الجنس : ذكر
نقاط التقيم : 18
موضوع: **** الرياء ***

بسم الله

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب اليه ونعود بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا

من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا

واشهد ان لاالة الا الله واشهد ان نبينا وحبيبنا و اسوتنا محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة واد الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد حتى اتاه اليقين ونحن على دلك من الشاهدين

اما بعد فا لاهمية الموضوع وخطورته احببت ان انقله لكم

لتعم الفائدة على الجميع

نبدا على بركة الله

الترهيب من الرياء

جاءت نصوص الكتاب والسنة بالترهيب من أن يقصد الإنسان بعبادته غير الله ، وعدَّت ذلك من عظائم الذنوب بل من الشرك بالله ، لأنه ينافي الإخلاص الذي يقتضي أن يقصد المسلم بعمله الله وحده لا شريك له ،

قال سبحانه : {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين }(البينة 5) ،

والمرائي في الحقيقة جعل العبادات مطية لتحصيل أغراض نفسه الدنيئة ، واستعمل العبادة فيما لم تشرع لأجله ، وهو تلاعب بالشريعة واستهانة بمقام الألوهية ، ووضع للأمور في غير مواضعها ، وقد توعد الله صنفاً من الناس يراؤون في صلاتهم بالويل والهلاك فقال :

{فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراءون * ويمنعون الماعون } ( الماعون 4-7 ) ،

وبين سبحانه أن الذي يريد بعمله عاجل الحياة الدنيا فإنه يعجل له فيها ثوابه إذا شاء الله ، ومصيره في الآخرة العذاب الشديد والعياذ بالله ، لأنه لم يخلص العمل لله فقال سبحانه :

{من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا }( الاسراء 18) ،

وجعل مراءاة الناس بالأعمال من أخص صفات أهل النفاق فقال سبحانه :

{وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس } (النساء 142)

وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث كثيرة خطورة الرياء على دين العبد وعاقبة المرائين ، ومنها

إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ، رجل استشهد . فأتى به فعرفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت . قال : كذبت . ولكنك قاتلت لأن يقال جريء . فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار . ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن . فأتي به . فعرفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن . قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم . وقرأت القرآن ليقال هو قارئ . فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار . ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله . فأتى به فعرفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك . قال : كذبت . ولكنك فعلت ليقال هو جواد . فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه . ثم ألقي في النار


تعريف الرياء

عرف العلماء الرياء بتعريفات مختلفة ، ومدار هذه التعريفات على شيء واحد وهو : " أن يقوم العبد بالعبادة - التي يتقرب بها إلى الله - لا يريد بها وجه الله عز وجل وحده بل يريد بها عرضاً دنيوياً أياً كان هذا العرض " ،

وفرقوا بين الرياء والسمعة بأن الرياء هو العمل لرؤية الناس ، وأما السمعة فالعمل لأجل سماعهم ، فالرياء يتعلق بحاسة البصر ، والسمعة بحاسة السمع ، وفي الحديث

( من سمَّع سمَّع الله به ، ومن يرائي يرائي الله به ) رواه البخاري .

الرياء في العمل يكون وبالاً وعذاباً وحسرةً على صاحبه يوم القيامة ، يوم يُشهّر بصاحبه على رؤوس الأشهاد ، وعندها تزداد حسرته وندامته .
فمن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : من سمع سمع الله به ، ومن راءى راءى الله به . رواه مسلم عن ابن عباس ، وروى البخاري مثله عن جندب بن عبد الله .

والرياء خلق ذميم ، وهو من صفات المنافقين ، قال تعالى : ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً ) [ النساء : 143].

والرياء يبحث في مقامين :

المقام الأول : في حكمه . فنقول : الرياء من الشرك الأصغر ، لأن الإنسان قصد بعبادته غير الله وقد يصل إلى الأكبر ، وقد مثل ابن القيم للشرك الأصغر ، فقال : " مثل يسير الرياء " ، وهذا يدل على أن الرياء كثير قد يصل إلى الأكبر .


المقام الثاني : في حكم العبادة إذا خالطها الرياء ، وهو على ثلاثة أوجه :
الأول : أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس من الأصل ، كمن قام يصلي من أجل مراءاة الناس ولم يقصد وجه الله ، فهذا شرك والعبادة باطلة . ، أو يريد بها الله عز وجل مع غيره من المخلوقين ، فلا شك في أن العمل يبطل حينئذ ، وصاحبه آثم معرض للعقوبة ، وهو الذي جاءت فيه النصوص الصحيحة الصريحة ومنها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله تبارك وتعالى : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه الإمام مسلم ، وفي رواية ابن ماجه ( فأنا منه بريء وهو للذي أشرك ) .

الثاني : أن يكون مشاركاً للعبادة في أثنائها ، بمعنى أن يكون الحامل له في أول أمره الإخلاص لله ثم يطرأ الرياء في أثناء العبادة . فأصل العمل هنا كان لله ثم طرأت عليه نية الرياء بعد ذلك ، فإن كانت العبادة لا ينبني أخرها على أولها ، فأولها صحيح بكل حال ، والباطل آخرها . مثال ذلك رجل عهده مئة ريال قد أعدها للصدقة فتصدق بخمسين مخلصاً وراءى في الخمسين الباقية ، فالأولى حكمها صحيح ، والثانية باطلة .


أما إذا كانت العبادة ينبني أخرها على أولها، فهي على حالين .
أ –) أن يدافع الرياء ولا يسكن إليه ، بل يعرض عنه ويكرهه ، فإنه لا يؤثر عليه شيئاً ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله تجاوز عن آمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم " (1). مثال ذلك : رجل قام يصلي ركعتين مخلصاً لله ، وفي الركعة الثانية أحس بالرياء فصار يدافعه ، فإن ذلك لا يضره ولا يؤثر على صلاته شيئاً .

ب ) أن يطمئن إلى هذا الرياء ولا يدافعه ، فحينئذ تبطل جميع العبادة لأن آخرها مبني على أولها ومرتبط به . مثال ذلك : رجل قام يصلي ركعتين مخلصاً لله ، وفي الركعة الثانية طرأ عليه الرياء لإحساسه بشخص ينظر إليه ، فأطمأن لذلك ونزع إليه ، فتبطل صلاته كلها لارتباط بعضها ببعض .

الثالث : ما يطرأ بعد انتهاء العبادة ، فإنه لا يؤثر عليها شيئاً ، اللهم إلا أن يكون فيه عدوان ، كالمن والأذى بالصدقة ، فإن هذا العدوان يكون إثمه مقابلاً لأجر الصدقة فيبطلها ، لقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذي ) [ البقرة : 264] .


وليس من الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته ، لأن هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة . وليس من الرياء أيضاً أن يفرح الإنسان بفعل الطاعة في نفس ، بل ذلك دليل على إيمانه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم " من سرته حسنته وساءته سيئاته فذلكم المؤمن" وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فقال : " تلك عاجل بشرى المؤمن " (2)

وقول الله تعالى : ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي إنما إلهكم إله واحد ) [ الكهف : 110] . قوله تعالى : ( قل إنما إنا بشر مثلكم ) . يأمر الله نبيه أن يقول للناس : إنما أنا بشر مثلكم ، وهو قصر النبي صلى الله عليه وسلم على البشرية ، وأنه ليس رباً ولا ملكاً ، وأكد هذه البشرية بقوله : ( مثلكم ) ، فذكر المثل من باب تحقيق البشرية . قوله : ( يوحي إلى ) . الوحي في اللغة : الإعلام بسرعة وخفاء ، ومنه قوله تعالى : ( فخرج على قومه من المحراب فإويحي إليهم أن سبحوا بكرة وعشياً ) [مريم : 11] .

وفي الشرع : إعلام الله بالشرع .
والوحي : هو الفرق بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، فهو متميز بالوحي كغيره من الأنبياء والرسل. قوله : ( إنما إلهكم إله واحد) .

هذه الجملة في تأويل مصدر نائب فاعل ( يوحي ) ، وفيها حصر طريقه (إنما) ، فيكون معناها : ما إلهكم إلا إله واحد ، وهو الله فإذا ثبت ذلك ، فإنه لا يليق بك أن تشرك معه غيره في العبادة التي هي خالص حقه ، ولذلك قال تعالى بعد هذا : ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) [ الكهف : 110 ] . فقوله تعالى : (فمن كان يرجو لقاء ربه ) المراد بالرجاء : الطلب والأمل ، أي : من كان يؤمل أن يلقي ربه ، والمراد باللقيا هنا الملاقاة الخاصة ، لأن اللقيا على نوعين :

الأول : عامة لكل إنسان ، قال تعالى : ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ) [ الانشقاق : 6 ] ، ولذلك قال مفرعاً على ذلك : ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً ) [ الانشقاق : 7 ] ( وأما من أوتي كتابه وراء ظهره . ) الآية [ الانشقاق : 10] .

الثاني : الخاصة بالمؤمنين ، وهو لقاء الرضا والنعيم كما في هذه الآية ، وتتضمن رؤيته تبارك وتعالى ، كما ذكر بعض أهل العلم . فقوله : ( فليعمل عملاً صالحاً ) الفاء رابطة لجواب الشرط ، والأمر للإرشاد ، أي : من كان يريد أن يلقي الله على الوجه الذي يرضاه سبحانه ، فليعمل عملاً صالحاً : والعمل الصالح ما كان خالصاً صواباً . وهذا وجه الشاهد من الآية .

فالخالص : ما قصد به وجه الله ، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " أنما الأعمال بالنيات " (1).

والصواب : ما كان على شريعة الله ، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا ، فهو رد " (2)

ولهذا قال العلماء : هذان الحديثان ميزان الأعمال ،

فالأول : ميزان الأعمال الباطنة .

والثاني : ميزان الأعمال الظاهرة .

قوله : ( ولا يشرك ) . لا : ناهية والمراد بالنهي الإرشاد . قوله : ( بعبادة ربه أحداً ) . خص العبادة لأنها خالص حق الله ، ولذلك أتى بكلمة " رب " إشارة إلى العلة ، فكما أن ربك خلقك ولا يشاركه أحد في خلقك ، فيجب أن تكون العبادة له وحده ، ولذلك لم يقل : ( لا يشرك بعبادة الله ) ، فذكر الرب من باب التعليل ، كقوله تعالى : ( يا أيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ). وقوله ( أحداً ) نكرة في سياق النهي ، فتكون عامة لكل أحد .

والشاهد من الآية : أن الرياء من الشرك ، فيكون داخلاً في النهي عنه. وفي هذه الآية دليل على ملاقاة الله تعالى ، وقد استدل بها بعض أهل العلم على ثبوت رؤية الله ، لأن الملاقاة معناها المواجهة . وفيها دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر لا يستحق أن يعبد ، لأنه حصر حاله بالبشرية ، كما حصر الألوهية بالله .


وعن أبي هريرة مرفوعاٌ : قال الله تعالى : " أنا أغني الشركاء عن الشرك ، ومن عمل عملاً أشرك معي فيه غيري ، تركته وشركه " . رواه مسلم (3). قوله في حديث أبي هريرة : " قال الله تعالى " . هذا الحديث يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه ، ويسمى هذا النوع بالحديث القد سي . قوله : " أنا أغنى الشركاء عن الشرك " . قوله " أغني " . اسم تفضيل ، وليست فعلاً ماضياً ، ولهذا أضيفت إلى الشركاء . يعني : إذا كان بعض الشركاء يستغني عن شركته مع غيره ، فالله إغني الشركاء عن المشاركة . فالله لا يقبل عملاً له فيه شرك أبداً ، ولا يقبل إلا العمل الخالص له وحده ، فكما أنه خالق وحده ، فكيف تصرف شيئاً من حقه إلى غيره ! فهذا ليس عدلاً ، ولهذا قال الله عن لقمان : ( إن الشرك لظلم عظيم ) [ لقمان : 13] ،

فالله الذي خلقك وأعدك إعداداً كاملاً بكل مصالحك وأمدك بما تحتاج إليه ، ثم تذهب وتصرف شيئاً من حقه إلى غيره ؟ ! فلا شك أن هذا من أظلم الظلم . قوله : " عملاً " . نكرة في سياق الشرط ، فتعم أي عمل من صلاة ، أو صيام ، أو حج ، أو جهاد ، أو غيره . قوله : " تركته وشركه " . أي : لم أثبه على عمله الذي أشرك فيه . وقد يصل هذا الشرك إلى حد الكفر ، فيترك الله جميع أعماله ، لأن الشرك يحبط الأعمال إذا مات عليه . والمراد بشركه : عمله الذي أشرك فيه ، وليس المراد شريكه ، لأن الشريك الذي أشرك به مع الله قد لا يتركه ، كمن أشرك نبياً أو ولياً ، فإن الله لا يترك ذلك النبي والولي . •

ويستفاد من هذا الحديث :

1.بيان غني الله تعالى ، لقوله : " أنا إغني الشركاء عن الشرك " .

2.بيان عظم حق الله وأنه لا يجوز لأحد أن يشرك أحداً مع الله في حقه .

3.بطلان العمل الذي صاحبه الرياء ، لقوله : " تركته وشركه " .

4.تحريم الرياء ، لأن ترك الإنسان وعمله وعدم قبوله يدل على الغضب ، وما أوجب الغضب ، فهو محرم .

5.أن صفات الأفعال لا حصر لها ، لأنها متعلقة بفعل الله ، ولم يزل الله ولا يزال فعالاً .


دواعي الرياء

وعن أبي سعيد مرفوعاً : " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ " . قالوا : بلي . قال : " الشرك الخفي ، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته ، لما يري من نظر رجل إليه " رواه أحمد (1).

قوله في حديث أبي سعيد : " ألا " . أداة عرض ، والغرض منها تنبيه المخاطب ، فهو أبلغ من عدم الإتيان بها . قوله : " بما هو " . ما : أسم موصول بمعنى الذي . قوله : " أخوف عليكم عندي " . أي عند الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم من رحمته بالمؤمنين يخاف عليهم كل الفتن ، وأعظم فتنه في الأرض هي فتنة المسيح الدجال، أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه يخاف على أمته من الشرك الخفي أكثر مما يخاف عليهم من المسيح الدجال ، وإنما كان كذلك ، لأن التخلص منه صعب جداً ولأن الداعي إلى الرياء قوي في النفوس ، ومغروس في الفطر ، فالنفوس مجبولة على حب الثناء والمنزلة في قلوب الخلق ، وتجنب الذم واللوم ، كما قال القائل :

يهوى الثناء مبرِّز ومقصر حبُّ الثناء طبيعة الإنسان

ولذلك حصر بعضهم الأمور التي تدعو إلى الرياء في ثلاثة أشياء : " حب المحمدة ، وخوف المذمة ، والطمع فيما في أيدي الناس " .

ولذلك قال بعض السلف : " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص " ،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أسعد الناس بشفاعتي من قال : لا إله إلا الله خالصاً من قلبه " (2).،

ولا يكفي مجرد اللفظ بها ، بل لابد من إخلاص وأعمال يتعبد بها الإنسان لله – عز وجل . قوله : " المسيح الدجال " . المسيح ، أي : ممسوح العين اليمني ، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم عيبين في الدجال :

أحدهما حسي ، وهو أن الدجال أعور العين اليمني ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يخفى عليكم ، إنه ليس بأعور الدجال أعور العين اليمنى " (3)

. والثاني معنوي : وهو الدجال ، فهو صيغة مبالغة ، أو يقال بأنه نسبة إلى وصفه الملازم له ، وهو الدجل والكذب والتمويه، وهو رجل من بني آدم ، ولكن الله – سبحانه وتعالى بحكمته يخرجه ليفتن الناس به ، وفتنته عظيمة ، إذ ما في الدنيا منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أشد من فتنة الدجال .

والمسيح الدجال ثبتت به الأحاديث واشتهرت حتى كان من المعلوم بالضرورة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أمته أن يتعوذوا بالله منه في كل صلاة ، وقد حاول بعض الناس إنكاره وقالوا : ما ورد من صفته متناقض ولا يمكن أن يصدق به ، لكن هؤلاء يقيسون الأحاديث بعقولهم وأهوائهم ، وقدرة الله بقدرتهم ، ويقولون : كيف يكون اليوم عن سنة والشمس لها نظام لا تتعداه ؟ وهذا لا شك جهل منهم بالله ، فالذي جعل هذا النظام هو الله ، وهو القادر على أن يغيره متي شاء ، فيوم القيامة تكور الشمس ، وتتكدر النجوم ، وتكشط السماء ، كل ذلك بكلمة " كن " .

ورد هذه الأحاديث بمثل هذه التعاليل دليل على ضعف الإيمان وعدم تقديره الله حق قدرته ، قال تعالى : ( وما قدروا الله حق قدره ) [ الزمر : 67].

فالذي نؤمن به أنه سيخرج في أخر الزمان ، ويحصل منه كل ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ونؤمن أن الله على كل شيء قدير ، وأنه قادر على أن يبعث على الناس . من يفتنهم عن دينهم ، ليتميز المؤمن من الكافر والخبيث من الطيب ، مثل ما ابتلي الله بني إسرائيل بالحيتان يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم ، ومثل ما ابتلي الله المؤمنين بأن أرسل عليهم الصيد وهم حرم ، تناله أيدهم ورماحهم ليعلم الله من يخافه بالغيب ، وقد يبتلي الله أفراد الناس بأشياء يمتحنهم بها ، قال تعالى : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ) [ الحج : 11] .

قوله : " الشرك الخفي " . الشرك قسمان خفي وجلي .

فالجلي : ما كان بالقول مثل الحلف بغير الله أو قول ما شاء الله وشئت ، أو بالفعل مثل : الانحناء لغير الله تعظيماً .

والخفي : ما كان في القلب ، مثل : الرياء ، لأنه لا يبين ، إذا لا يعلم ما في القلوب إلا الله ، ويسمي أيضاً " شرك السرائر " . وهذا هو الذي بينه الله بقوله : ( يوم تبلى السرائر ) [ الطارق : 9 ] ، لأن الحساب يوم القيامة على السرائر ،

قال تعالى : ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور ) [العاديات : 9، 10]

وفي الحديث الصحيح فيمن كان يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهي عن المنكر ويفعله : أنه " يلقي في النار حتى تندلق أقتاب بطنه ، فيدور عليها كما يدور الحمار برحاه ، فيجتمع عليه أهل النار ، فيسألونه ، فيخبرهم أنه كان يأمر بالمعروف ولا يفعله ، وينهي عن المنكر ويفعله " (1). قوله : " يقوم الرجل ، فيصلي ، فيزين صلاته " .

يتساوي في ذلك الرجل والمرأة ، والتخصيص هنا يسمي مفهوم اللقب ، أي أن الحكم يعلق بما هو أشرف ، لا لقصد التخصيص ولكن لضرب المثل . وقوله : " فيزين صلاته " . أي : يحسنها بالطمأنينة ، ورفع اليدين عند التكبير ونحو ذلك . قوله : " لما يرى من نظر رجل إليه " . " ما " موصولة ، وحذف العائد ، أي : للذي يراه نظر رجل ، وهذه هي العلة لتحسين الصلاة ، فقد زين صلاته ليراه هذا الرجل فيمدحه بلسانه أو يعظمه بقلبه ، وهذا شرك . •فيه مسائل :

الأولى : تفسير آية الكهف .

الثانية : الأمر العظيم في رد العمل الصالح إذا دخله شيء لغير الله .

الثالثة : ذكر السبب الموجب لذلك ، وهو كمال الغني .

الرابعة : أن من الأسباب أنه تعالى خير الشركاء .

الخامسة : خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه من الرياء .

السادسة : أنه فسر ذلك بأن المرء يصلي لله ، لكن ، يزينها لما يرى من نظر الرجل إليه . فيه مسائل :

•الأولى : تفسير أية الكهف . وسبق الكلام عليها .

•الثانية : الآمر العظيم في رد العل الصالح إذا دخله شيء لغير الله . •وذلك لقوله : " تركته وشركه " ، وصار عظيماً لأنه ضاع على العامل خساراً ، وفحوص الحديث تدل على غضب الله عز وجل من ذلك .

•الثالثة : ذكر السبب الموجب لذلك ، وهو كمال الغني . يعنى الموجب للرد هو كمال غني الله – عز وجل عن كل عمل فيه شرك ، وهو غني عن كل عمل ، لكن العمل الصالح يقبله ويثيب عليه .

•الرابعة : أن من الأسباب أنه تعالى خير الشركاء . أي : من أسباب رد العمل إذا أشرك فيه العامل مع الله أحداً ، أن الله خير الشركاء ، فلا ينازع من جعل شريكاً له فيه .

•الخامسة : خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه من الرياء . وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال " . وإذا كان يخاف ذلك على أصحابه ، فالخوف على من بعدهم من باب أولي .

•السادسة : أنه فسر ذلك بأن يصلي المرء لله ، لكن يزينها لما يرى من نظر رجل إليه . وهذا التفسير ينطبق تماماً على الرياء ، فيكون أخوف علينا عند رسوله صلى الله عليه وسلم من المسيح الدجال . •ولم يذكر المؤلف مسألة خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من المسيح الدجال ، لأن المقام في الرياء لا فيما يخافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته .


مظاهر الرياء

تتنوع صور الرياء ومظاهره على حسب الأعمال والعبادات التي يتقرب بها المرء ، فقد يرائي الإنسان مثلاً بإظهار بعض الأمور التي تدل على مبالغته واجتهاده في العبادة ، فربما راءى بإظهار النحول والاصفرار وذبول الشفتين ليستدل بذلك على الصيام ، وقد يحرص مثلاً على إبراز أثر السجود في جبهته ، وقد يكون الرياء بالنطق واللسان ، فيتعمد إظهار العلم والحفظ وإقامة الحجة عند المجادلة والخصام ليعرف الناس مدى علمه وقوة حجته ، أو يجهر بذكره لله عز وجل ليعرف الناس أنه ذاكر ، وقد يرائي بعمله كأن يطول في الصلاة ، ويزيد في الركوع و السجود إلى غير ذلك مما لا يقع تحت حصر ، كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله : " وأما الشرك فى الإرادات والنيات فذلك البحر الذى لا ساحل له وقل من ينجو منه " .

ترك العمل خوف الرياء

وقد يعالج البعض الخطأ فيقع في خطأ مثله أو أشد منه ، فإذا أراد أن يقوم بطاعة أو أي عمل من أعمال الخير وعرض له عارض الرياء ، خشي من هذا الخاطر ، فيترك العمل خوف الرياء ، وهذا في الحقيقة هرب من شر ليقع فيما هو مثله أو أشد ، وقد نبه العلماء على هذا المزلق الخطير وحذروا منه فقال الفضيل بن عياض : " ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما " .


علاج الرياء

وأخيراً فليس أمر الرياء بالأمر المستعصي عن العلاج ، صحيح أنه يحتاج إلى مشقة ومجاهدة أفصحت عنها عبارات الصالحين من سلف الأمة ، فقد قال الإمام أحمد رحمه الله : " أمر النية شديد " ،

وقال سفيان الثوري : " ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي لأنها تتقلب علي " ،

وقال يوسف بن الحسين : " أعز شيء في الدنيا الإخلاص ، وكم اجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي " ،

ولكنه مع ذلك ليس بالأمر المستحيل ، إذ من المحال أن يكلفنا الله ما لا نطيق ، ولذلك فإن من الأمور التي تعين العبد على علاج الرياء الاستعانة بالله والتعوذ الدائم به وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فقال : ( يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل ، فقال له من شاء الله أن يقول : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله : قال : قولوا : اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه ) رواه أحمد ، ومنها معرفة حقيقة الرياء وأسبابه وقطعها من قلب العبد ، ومنها النظر في عواقب الرياء الدنيوية والأخروية ، والحرص على إخفاء العبادة وإسرارها ، وأن يكون للعبد خبيئة من عمل صالح لا يطلع عليه إلا ربه ومولاه جل وعلا .
منقول
توقيع العضو
التعليقات
رواف
رواف
..:: مشرف سابق ::..  
..:: مشرف سابق ::..  

تاريخ التسجيل : 16/09/2009
عدد المساهمات : 37
الجنس : انثى
نقاط التقيم : 0

كن على إتصال
****   الرياء  *** Empty
****   الرياء  *** Empty


 جزاك الله خير



توقيع العضو
 
????
Anonymous
زائر


كن على إتصال
****   الرياء  *** Empty
****   الرياء  *** Empty


 شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
جزاك الله خيراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



توقيع العضو
 
® สβĐ40₩ ®
® สβĐ40₩ ®
..:: الـــمـديـــــر ::.. 
..::  الـــمـديـــــر ::.. 

تاريخ التسجيل : 27/05/2009
عدد المساهمات : 963
العمر : 32
الجنس : ذكر
نقاط التقيم : 18

كن على إتصال
****   الرياء  *** Emptyhttp://www.4zoui.com
****   الرياء  *** Empty


 
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



توقيع العضو
gڕډهہ ٵڸـξـڜآڤـﮯ
gڕډهہ ٵڸـξـڜآڤـﮯ
..:: مراقبة عامة ::.. 
..:: مراقبة عامة ::.. 

تاريخ التسجيل : 06/07/2009
عدد المساهمات : 582
الجنس : انثى
نقاط التقيم : 8

كن على إتصال
****   الرياء  *** Empty
****   الرياء  *** Empty


 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



توقيع العضو
♥ نبض الأمل ♥
♥ نبض الأمل ♥
..:: عضو vip ::.. 
..:: عضو vip ::.. 

تاريخ التسجيل : 30/01/2010
عدد المساهمات : 598
العمر : 28
الجنس : انثى
نقاط التقيم : 5

كن على إتصال
****   الرياء  *** Empty
****   الرياء  *** Empty


 مشكوووور على الموضوع الله يجزاك خير



توقيع العضو
gڕډهہ ٵڸـξـڜآڤـﮯ
gڕډهہ ٵڸـξـڜآڤـﮯ
..:: مراقبة عامة ::.. 
..:: مراقبة عامة ::.. 

تاريخ التسجيل : 06/07/2009
عدد المساهمات : 582
الجنس : انثى
نقاط التقيم : 8

كن على إتصال
****   الرياء  *** Empty
****   الرياء  *** Empty


 شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا



توقيع العضو
®лสĭм40₩®
®лสĭм40₩®
..:: الـــمـديـــــر ::.. 
..::  الـــمـديـــــر ::.. 

تاريخ التسجيل : 24/05/2010
عدد المساهمات : 1279
العمر : 32
الجنس : ذكر
نقاط التقيم : 23

كن على إتصال
****   الرياء  *** Emptyhttps://zoui2009.yoo7.com
****   الرياء  *** Empty


 شكراااااااااااااا جزيلاااااااااااااااااااا لك اخي الغالي عبدو
حفظ الله يمناك



توقيع العضو
راما
راما
..:: عضو vip ::.. 
..:: عضو vip ::.. 

تاريخ التسجيل : 02/03/2011
عدد المساهمات : 527
الجنس : انثى
نقاط التقيم : 5

كن على إتصال
****   الرياء  *** Empty
****   الرياء  *** Empty


 بارك الله فيك اخي



توقيع العضو

شبكة زوي العربية :: منتديات الاسلامية :: القسم الاسلامي | section islamique :: الفقه وأصوله-
صلاحيات القسم