السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فنجان قهوة على الحائط
في يوم من الأيام كنتُ احتسي القهوة في إحدى مقاهي المدينة العائمة على وجه البحر... البندقية .., فجلس إلى جانبي شاب ايطالي بهي الطلعة, وقال للنادل: اثنان قهوة من فضلك, واحدة منها على الحائط, فاحضر النادل له فنجان قهوة, شربه الشاب على عجل, لكنه دفع ثمن فنجانين, وعندما انصرف الشاب, قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها: (فنجان قهوة واحد), ثم دخل شخصان, وطلبا ثلاثة فناجين قهوة, واحد منها على الحائط, فاحضر النادل لهما فنجانين, فشرباهما, ودفعا ثمن ثلاثة فناجين وانصرفا, فما كان من النادل إلا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها: (فنجان قهوة واحد).
وفي يوم آخر كنت جالسا قرب واجهة المقهى, فدخل رجل عجوز من فقراء المدينة, وقال للنادل: فنجان قهوة من الحائط من فضلك, فاحضر له النادل فنجان قهوة, فشربه وغادر المقهى من دون أن يدفع فلسا واحدا, فذهب النادل إلى الحائط, وانزل منه واحدة من الأوراق المعلقة, ورماها في سلة المهملات.
من الأجمل أن نجد من يفكر بأنه هناك أناس يحبون شرب القهوة ولا يملكون ثمنها.
ونرى النادل يقوم بدور الوسيط بينهما بسعادة بالغة وبوجه طلق باسم.
ونرى المحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل هل لي بفنجان قهوة بالمجان،فينظر الى الحائط ويطلب فنجانه ومن دون ان يعرف من تبرع به،فيحتسيه بكل سرور،حتى ان هذا الحائط في المقهى يمثل زاوية لها مكان خاص في قلوب سكان المدينة هذه.